أطفال شمال وشرق سوريا محرومون من التعليم بسبب الهجمات التركية

توقف التعليم في 48 مدرسة وحُرم 8458 طالباً من التعليم، نتيجة الهجمات الأخيرة للدولة التركية على شمال وشرق سوريا.

ازدادت المخاطر على الأطفال والمدارس بشكل مكثف، نتيجة للهجمات الأخيرة على مناطق شمال وشرق سوريا، وخاصةً في الأطراف الواقعة على الحدود المحاذية لغرب كردستان، وتقوم دولة الاحتلال التركي بقصف المناطق الحدودية لغرب كردستان بشكل عشوائي، ولذلك قررت هيئة التربية والتعليم في شمال وشرق سوريا إيقاف التعليم في المدارس في المناطق الحدودية الواقعة في كل من أقاليم الجزيرة والفرات ومنبج والشهباء.  

وقالت الرئيسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم في شمال وشرق سوريا، سميرة حاج علي، بخصوص إيقاف التعليم في المناطق الحدودية، بأنهم أوقفوا التعليم في المدارس حرصاً على سلامة الطلاب، وأنهم اضطروا إلى إيقاف التعليم في بعض المدارس نتيجةً لشن الدولة التركية الهجمات بوحشية على غرب كردستان وشمال وشرق سوريا.

وأوضحت سميرة حاج علي أنهم أوقفوا التعليم في 31 مدرسة في إقليم الجزيرة، ولهذا السبب هناك 4039 طالباً محرومون من التعليم، وأنهم أوقفوا التعليم أيضاً في 5 مدارس بإقليم الفرات، حيث حُرم 1000 طالب من التعليم، كما أوقفوا التعليم في 6 مدارس في منبج؛ حيث حُرم 2500 طالب من التعليم، فيما أُوقف التعليم أيضاً في 6 مدارس في الشهباء، وتم حرمان 919 طالباً من التعليم، وبالمجمل، تم إيقاف التعليم في 48 مدرسة في شمال وشرق سوريا، فيما حُرم 8458 طالباً بالكامل من التعليم.      

"اُستشهد طالبان في الهجمات"

وأضافت سميرة حاج علي قائلةً: "استشهد طفلان من أطفال المدارس الابتدائية داخل منازلهما في قرية مستورة التابعة لناحية عين عيسى بإقليم الفرات جراء هجمات الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا، ولذلك، قررنا إيقاف التعليم في المدراس على وجه السرعة، وتشن دولة الاحتلال التركي الهجمات على كل الأماكن الواقعة في غرب كردستان وشمال شرق وسوريا دون مراعاة للمعايير القانونية".    

"سيبدأ التعليم عن طريق شبكة الأنترنيت"

وأوضحت سميرة حاج علي في نهاية حديثها أنهم لن يسمحوا للعدو بتحقيق هدفه المنشود في القضاء على شعب شمال وشرق سوريا، وتحدثت قائلةً: "بالنسبة للطلاب المحرومين من التعليم جراء الهجمات التركية، لقد قمنا منذ عامين بإعداد برنامج "المدرسة المنزلية-Dibistana Malê" على الإنترنت باللغتين الكردية والعربية لحالات الطوارئ".  

ولم تتوقف العلمية التعليمة أبداً جراء شن الهجمات الوحشية للدولة التركية على حدود غرب كردستان، حيث يتلقى الطلاب التعليم من الصف الأول الابتدائي حتى الصف الثاني عشر الثانوي في حالات كهذه عن طريق برنامج "المدرسة المنزلية-Dibistana Malê".   

وكلمتي الأخيرة هو أن مقاومتنا ونضالنا من أجل التعليم باللغة الأم سوف تتواصل على قدم وساق، ولن نسمح للعدو بالنجاح في خططه بهدف القضاء علينا".

"ليس بمقدور أحد حجب شمسنا"  

وبدورها، قالت كلستان عبدو، وهي معلمة علم المرأة في مدارس الشهباء، حول الهجمات التركية على المنطقة، بأن كل نجاح لهم يتحول إلى حسرة في قلب الاحتلال، وتابعت حديثها بالقول: "تحاول الدولة التركية في كل مرة نحقق فيها النجاح حجب الشمس علينا وتصعّد من وحشيتها، وقد قمنا نحن المعلمين بإيقاف التعليم حفاظاً على سلامة الطلاب، جراء الوضع العام في روج آفا، التي تعيش وسط النيران، حيث يتعرض المدنيون للهجمات بشكل وحشي، إلا موقفنا لا يعني الرجوع إلى الخلف، فالمطالبة بالحياة الحرة ليست بالأمر الهيّن، ونحن المعلمين نعزز أنفسنا ضمن المجتمع بشعار "المقاومة حياة" وسيكون الاستسلام حلماً للاحتلال".        

"الأمل يتعزز بنا"

وذكرت عضوة هيئة التربية والتعليم في إقليم عفرين والشهباء، المعلمة زاخوجان حسين في مستهل حديثها، بأنه منذ عام 2018، والتي تم احتلال عفرين في البداية ومن ثم كري سبي، تتصاعد وتيرة هجمات دولة الاحتلال التركي على شمال وشرق سوريا، وتابعت حديثها بالقول: "لقد وصلت الدولة التركية بهجماتها إلى الذروة، حيث توقفت الحياة في شمال وشرق سوريا لكي يقوم الشعب بحماية نفسه، وتوقف التعليم في مدارس مناطق الشهباء أيضاً جراء الهجمات، وهذه أحد أساليبنا لحماية أنفسنا، حيث أن دولة الاحتلال التركي لا تميز بين المدنيين وغير المدنيين، فقد استهدفت أكاديمية تعليمية في إقليم الجزيرة ، وارتقى 29 شهيداً إلى مرتبة الشهادة، وكنا متأملين في العام الجديد ألا نوقف تعليمنا مثل السنة الماضية جراء الزلزال والهجمات التركية، ولكن الدولة التركية انزعجت من نجاحنا في الشهباء وجميع أرجاء شمال وشرق سوريا، ونحن المعلمين والمعلمات سنعمل بدورنا قد المستطاع ونقوم بواجبنا الأخلاقي المتمثل في تعليم المجتمع، ونحن متأملون، فعندما يزداد الأمل مع الناس، فلن يمكن لأي حاجز أن يعرقلهم، وسنعمل على تحسين معنويات شعبنا حتى يصبح الوضع آمنا ونحقق النجاح معاً".

"ليس بمقدور أحد ثنينا عن هدفنا"

وأوضحت الطالبة العفرينية، رهف علي (الصف التاسع)، أنها تدرس في مدرسة الشهيد جكدار بناحية فافين في الشهباء، وقالت ما يلي: "العدو يشن الهجمات بغاية القضاء علينا، وقد قام بقصف أماكن المدنيين، الآن، كان ينبغي علينا تعلم دروسنا في المدراس، لكن للأسف لا يمكننا ذلك، فالعدو يسعى لهزيمتنا، ولكن ليعلم جيداً أنه لا يمكنه ثنينا عن هدفنا المنشود، فإمكاننا أن نتعلم في منازلنا".